مُوسى
وَهارُونَ)
أنعمنا عليهما
بالنبوّة وغيرها من المنافع الدينيّة والدنيويّة (وَنَجَّيْناهُما
وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) من تغلّب فرعون ، وتسخير قومه إيّاهم ، واستعمالهم في
الأعمال الشاقّة. وقيل : من الغرق. (وَنَصَرْناهُمْ) الضمير لهما مع القوم ، لقوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما). (فَكانُوا هُمُ
الْغالِبِينَ) على فرعون وقومه ، بعد أن كانوا مغلوبين مقهورين.
(وَآتَيْناهُمَا
الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) البليغ في بيانه. وهو التوراة ، كما قال : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً
وَنُورٌ)[١]. (وَهَدَيْناهُمَا
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) الطريق الموصل إلى الحقّ والصواب. وهو صراط أهل الإسلام
الّذين أنعم الله عليهم ، غير المغضوب عليهم ، ولا الضالّين.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِما) الثناء الجميل (فِي الْآخِرِينَ) بأن قلنا (سَلامٌ عَلى مُوسى
وَهارُونَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا
الْمُؤْمِنِينَ) قد سبق تفسير ذلك.