وإسحاق لم يكن مقدّرا نبوّة نفسه وصلاحها حينما يوجد. ومن فسّر الذبيح
بإسحاق جعل المقصود من البشارة نبوّته بعد ما امتحنه بذبحه. وفي ذكر الصلاح بعد
النبوّة تعظيم لشأنه ، وإيماء بأنّه الغاية لها ، لتضمّنها معنى الكمال والتكميل
بالفعل على الإطلاق.
(وَبارَكْنا عَلَيْهِ) على إبراهيم في أولاده (وَعَلى إِسْحاقَ) بأن أخرجنا من صلبه أنبياء بني إسرائيل وغيرهم ، كأيّوب
وشعيب ، وأفضنا عليهما بركات الدين والدنيا ، كقوله : (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ
فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)[١].
(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما
مُحْسِنٌ) في عمله. أو إلى نفسه بالإيمان والطاعة. (وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ) بالكفر والمعاصي (مُبِينٌ) ظاهر ظلمه. وفي ذلك تنبيه على أنّ النسب لا أثر له في
الهدى والضلال ، بل إنّما يعاب لسوء فعله ، ويعاقب على ما اجترحت يداه. وأنّ الظلم
في أعقابهما لا يعود عليهما بنقيصة وعيب.