responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 510

(فَاسْمَعُونِ) فاسمعوا قولي وأطيعوني.

وعن ابن مسعود : الخطاب للرسل ، فإنّه لمّا نصح قومه أخذوا يرجمونه ، فأسرع نحو الرسل قبل أن يقتل ، فقال : إنّي آمنت بربّكم أيّها الرسل ، فاسمعوا إيماني تشهدوا لي به.

(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ) قيل له ذلك لمّا قتلوه بشرى له بأنّه من أهل الجنّة ، أو إكراما وإذنا في دخولها كسائر الشهداء.

وعن الحسن : لمّا همّوا بقتله رفعه الله إلى الجنّة ، وهو فيها حيّ يرزق. فأراد به قوله : (بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [١]. وإنّما لم يقل : له ، لأنّ الغرض بيان المقول وعظمه ، دون المقول له ، فإنّه معلوم.

والكلام استئناف في حيّز الجواب عن السؤال عن حاله عند لقاء ربّه. كأنّ قائلا قال : كيف كانت حاله بعد تصلّبه في نصر دينه؟ فقيل : قيل ادخل الجنّة.

ولذلك (قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) فإنّه مرتّب على تقدير سؤال سائل سأل بحاله ، ليحملهم على اكتساب مثلها بالتوبة عن الكفر ، والدخول في الإيمان والطاعة المفضيين بأهلهما إلى الجنّة ، على دأب الأولياء في كظم الغيظ ، والترحّم على الأعداء. أو ليعلموا أنّهم كانوا على خطأ عظيم في أمره ، وأنّه كان على الحقّ.

و «ما» موصولة أو مصدريّة. والباء صلة «يعلمون». ويحتمل أن تكون استفهاميّة جاءت على الأصل ، والباء صلة «غفر لي». يريد به المهاجرة عن دينهم ، والمصابرة على أذيّتهم حتّى قتل. والمعنى : بأيّ شيء غفر لي ربّي؟ إلّا أنّ حذف الألف من لفظة «ما» حينئذ أجود من إثباته.

وفي تفسير الثعلبي بالإسناد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :


[١] آل عمران : ١٦٩ ـ ١٧٠.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست