responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 509

ذلك حبيبا ، وهو على باب المدينة الأقصى ، فجاء يسعى إليهم ، يذكّرهم ويدعوهم إلى طاعة الرسول ، كما حكاه الله تعالى بقوله : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) يعني : حبيب النجّار. كان ينحت أصنامهم. وهو ممّن آمن بمحمّد ، وبينهما ستّمائة سنة.

وقيل : كان في غار يعبد الله ، فلمّا بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وقاول الكفرة.

(قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) على النصح وتبليغ الرسالة (وَهُمْ مُهْتَدُونَ) وهذا كلمة جامعة في الترغيب فيهم ، أي : لا تخسرون معهم شيئا من دنياكم ، وتربحون صحّة دينكم ، فينتظم لكم خير الدارين.

ثمّ أبرز الكلام في معرض المناصحة لنفسه ، وهو يريد مناصحتهم ، ليتلطّف بهم في الإرشاد ، ويداريهم ، ولأنّه أدخل في إمحاض النصح ، حيث لا يريد لهم إلّا ما يريد لنفسه ، فقال :

(وَما لِيَ) بفتح الياء ، على قراءة غير حمزة ، فإنّه يسكن الياء في وصله بقوله : (لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) مراده منه تقريعهم على إشراكهم في عبادة خالقهم عبادة غيره. ولذلك قال : (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) مبالغة في التهديد. ولو لا أنّه قصد ذلك لقال : الّذي فطرني وإليه أرجع.

ثمّ عاد إلى المساق الأوّل فقال : (أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً) لا تنفعني شفاعتهم. والمعنى : لا شفاعة لهم فتغني.

(وَلا يُنْقِذُونِ) من ذلك الضرر بالنصر والمظاهرة بوجه من الوجوه.

(إِنِّي إِذاً) أي : حين أوثر ما لا ينفع ولا يدفع ضرّا بوجه ما ، على الخالق المقتدر على النفع والضرّ وإشراكه به (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) لا يخفى على عاقل. وقرأ نافع وأبو عمرو بفتح الياء. وكذلك في قوله : (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ) الّذي خلقكم

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست