responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 500

الناس فبالفتح ، وما كان بخلق الله فبالضمّ.

وإنّما أضاف ذلك إلى نفسه ، لأنّ عند تلاوة القرآن عليهم ، ودعوته إيّاهم ، صاروا بهذه الصفة ، فكأنّه سبحانه فاعل ذلك. أو لأنّ ذلك عبارة عن خذلان الله إيّاهم لمّا كفروا عنادا. فكأنّه قال : تركناهم مخذولين ، فصاروا مثل من جعلنا في عنقه غلّا ، ومن بين يديه سدّا ، وخلفه سدّا ، وأغشينا بصره ، فلا يقدر أن ينظر إلى الأرض ويبصر شيئا.

وقيل : الآيتان في بني مخزوم. وذلك أنّ أبا جهل حلف إن رأى محمدا يصلّي ليرضخنّ [١] رأسه. فأتاه وهو يصلّي ، ومعه حجر ليدمغه ، فلمّا رفع يده انثنت ولويت يده إلى عنقه ، ولزق الحجر بيده ، حتّى فكّوه عنها بجهد. فرجع إلى قومه فأخبرهم. فقال مخزوميّ : أنا أقتله بهذا الحجر. فذهب فأعماه الله. فجعل يسمع صوته ولا يراه. فرجع إلى أصحابه فلم يرهم ، حتّى نادوه ما صنعت؟ فقال : ما رأيته ، ولقد سمعت صوته ، وحال بيني وبينه كهيئة الفعل يخطر بذنبه ، ولو دنوت منه لأكلني.

وروى أبو حمزة الثمالي ، عن عمّار بن عاصم ، عن شقيق بن سلمة ، عن عبد الله بن مسعود : أنّ قريشا اجتمعوا بباب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فخرج إليهم ، فطرح التراب على رؤوسهم وهم لا يبصرونه. قال عبد الله : هم الّذين سحبوا في قليب بدر.

وروى أبو حمزة عن مجاهد ، عن ابن عبّاس : أنّ قريشا اجتمعوا فقالوا : لئن دخل محمد لنقومنّ إليه. فدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجعل الله من بين أيديهم سدّا ، ومن خلفهم سدّا ، فلم يبصروه. فصلّى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ أتاهم ، فجعل ينثر على رؤوسهم التراب وهم لا يرونه ، فلمّا خلّى عنهم رأوا التراب ، وقالوا : هذا ما سحركم ابن أبي كبشة.


[١] أي : ليكسرنّ.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست