(رَبِّ نَجِّنِي
وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) أي : من سوء عملهم ووخامة عاقبته من نزول العذاب.
(فَنَجَّيْناهُ
وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) أهل بيته والمتّبعين له على دينه ، عن العقاب الأليم ،
بإخراجهم من بينهم وقت حلول العذاب بهم.
(إِلَّا عَجُوزاً) هي امرأة لوط (فِي الْغابِرِينَ) أي : مقدّرة مفروضة في الباقين في العذاب ، إذ أصابها
حجر في الطريق فأهلكها ، لأنّها كانت مائلة إلى القوم ، راضية بفعلهم ، دالّة أهل
الفساد على أضيافه. وقيل : كائنة فيمن بقي في القرية ، فإنّها لم تخرج مع لوط.
(ثُمَّ دَمَّرْنَا) أهلكنا (الْآخَرِينَ) بانقلاب بلادهم عليهم (وَأَمْطَرْنا
عَلَيْهِمْ مَطَراً) قيل : أمطر الله حجارة على قومه الّذين لم يكونوا في
بلادهم ، بل كانوا خارجين منها ، غائبين عنها حين انقلبت البلاد على أهل بلده
فأهلكتهم. وعن ابن زيد : لم يرض الله بانقلاب بلدهم حتّى أتبعه مطرا من حجارة.
(فَساءَ مَطَرُ
الْمُنْذَرِينَ) بئس واشتدّ مطر الكافرين. ولا يجوز أن يكون اللام للعهد
الدّال على قوم بأعيانهم ، بل إنّما هو للجنس ، ليصحّ وقوع المضاف إليه فاعل «ساء».
والمخصوص بالذمّ محذوف ، وهو : مطرهم.