ثمّ نبّه على
تفاحش غلطهم ، وإن لم يقدّروا الله حقّ قدره ، بقوله : (بَلْ هُوَ) بل الله ، أو الشأن (اللهُ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ) الموصوف بالغلبة ، وكمال القدرة والحكمة.
وهؤلاء
الملحقون به متّسمون بالذلّة ، متأبيّة عن قبول العلم والقدرة رأسا. فأين الّذين
ألحقتم به شركاء من تلك الصفات الجليلة والسمات العليّة؟
ثمّ بيّن
سبحانه بنوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم على وجه العموم بقوله : (وَما أَرْسَلْناكَ
إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) إلّا إرسالة عامّة لهم كلّهم ، العرب والعجم ، وسائر
الأمم ، محيطة بهم إلى يوم القيامة. من الكفّ ، فإنّها إذا عمّتهم وشملتهم فقد
كفّتهم أن يخرج منها أحد منهم.
ويؤيّده الحديث
المرويّ عن ابن عبّاس ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أعطيت خمسا ، ولا أقول فخرا : بعثت إلى الأحمر
والأسود. وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا.
وأحلّ لي
المغنم ، ولم يحلّ لأحد قبلي. ونصرت بالرعب ، فهو يسير أمامي مسيرة شهر. وأعطيت
الشفاعة ، فادّخرتها لأمّتي يوم القيامة».
أو إلّا جامعا
لهم في الإبلاغ. فجعله حالا من الكاف. والتاء للمبالغة ، كالراوية والعلّامة. ولا
يجوز جعلها حالا من الناس على المختار ، لأنّ تقدّم حال المجرور عليه في الإحالة ،
بمنزلة تقدّم المجرور على الجارّ.
وعن ابن مسلم
أنّ معناه : مانعا لهم عمّاهم عليه من الكفر والمعاصي ، بالأمر والنهي ، والوعد
والوعيد.