responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 441

في ظلام مرتبك [١] فيه ، لا يدري أين يتوجّه ، أو محبوس في مطمورة لا يستطيع أن يتفصّى [٢] منها.

(قُلْ) يا محمّد إذا لم ينقادوا للحجّة (لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) بل كلّ إنسان يسأل عمّا يفعله ، ويجازى على فعله ، دون فعل غيره. وهذا أدخل في الإنصاف ، وأبلغ في الإخبات [٣] من الأوّل ، حيث أسند الإجرام إلى أنفسهم ، والعمل إلى المخاطبين. وفيه دلالة على أنّ أحدا لا يجوز أن يؤخذ بذنب غيره.

ثمّ أمر سبحانه أن يحاكمهم إلى الله ، لإعراضهم عن الحجّة ، فقال :

(قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا) يوم القيامة (ثُمَّ يَفْتَحُ) يحكم ويفصل (بَيْنَنا بِالْحَقِ) بأن يدخل المحقّين الجنّة ، والمبطلين النار (وَهُوَ الْفَتَّاحُ) الحاكم الفصل في القضايا المغلقة (الْعَلِيمُ) بما ينبغي أن يقضي به.

ثمّ استفسر عن شبهتهم ، بعد إلزام الحجّة عليهم ، زيادة في تبكيتهم ، فقال :

(قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ) لأرى بأيّ صفة ألحقتموهم بالله في استحقاق العبادة. أراد بذلك أن يريهم الخطأ العظيم في إلحاق الشركاء بالله ، وأن يقايس على أعينهم بينه وبين أصنامهم ، ليطلعهم على إحالة القياس إليه ، والإشراك به.

(كَلَّا) ردع لهم عن المشاركة بعد إبطال المقايسة ، كما قال إبراهيم : (أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) [٤] ، بعد ما حجّهم.


[١] ارتبك في الأمر : وقع فيه ، ولم يكد يتخلّص منه.

[٢] أي : يتخلّص.

[٣] أي : في التخشّع والاطمينان.

[٤] الأنبياء : ٦٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست