(لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ
فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ
إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَ) إنّما لم يذكر العمّ والخال ، لأنّهما بمنزلة الوالدين.
ولذلك سمّى العمّ أبا في قوله : (وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ)[١]. وهو عمّه على المذهب الصحيح. وقوله : (آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ)[٢]. وإسماعيل عمّ يعقوب. أو لأنّه كره ترك الاحتجاب عنهما
، مخافة أن يصفا لأبنائهما.
(وَلا نِسائِهِنَ) يعني : النساء المؤمنات ، فإنّ نساء اليهود والنصارى لم
يكنّ مواضع الأمانة ، فيصفن نساء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وغيره لأزواجهنّ إن رأينهنّ. وقيل : يريد جميع النساء.
وقد سبق ما هو الحقّ من القولين في سورة النور [٣].
(وَلا ما مَلَكَتْ
أَيْمانُهُنَ) من الإماء. وقيل : من العبيد والإماء. وقد مرّ تحقيقه
أيضا في سورة النور.
ثمّ نقل الكلام
من الغيبة إلى الخطاب ، لمزيد تشديد ومبالغة ، فقال : (وَاتَّقِينَ اللهَ) اسلكن طريق التقوى في حفظ ما أمركنّ الله به ، من
الاحتجاب وغير ذلك من المنهيّات والمأمورات (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ) من السرّ والعلن (شَهِيداً) لا يخفى عليه خافية ، ولا يتفاوت في علمه الأحوال من
الظاهر والباطن.