نساءه؟ والله لئن مات لنكحنا نساءه! وكان أحدهما يريد عائشة ، والآخر يريد
امّ سلمة.
وذكر أنّ بعضهم
قال : أننهى أن نتكلّم بنات عمّنا إلّا من وراء حجاب؟ لئن مات محمّد لأتزوّجنّ
عائشة. فنزلت : (وَما كانَ) وما صحّ (لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا
رَسُولَ اللهِ) أن تفعلوا ما يكرهه (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا
أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ) من بعد وفاته ، أو فراقه (أَبَداً) قيل : خصّ هذا الحكم بالّتي دخل بها ، لما روي : أنّ
الأشعث بن قيس تزوّج امرأته غير المدخول بها في أيّام عمر ، فهمّ برجمها ، فأخبر
بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فارقها قبل أن يمسّها ، فتركها من غير نكير.
(إِنَّ ذلِكُمْ) يعني : إيذاءه ، ونكاح نسائه (كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) ذنبا عظيم الموقع عند الله.
وفيه تعظيم من
الله لرسوله ، وإيجاب لحرمته حيّا وميّتا. ولذلك بالغ في الوعيد عليه ، فقال : (إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً) ممّا نهيتم عنه ، كنكاحهنّ على ألسنتكم (أَوْ تُخْفُوهُ) في صدوركم (فَإِنَّ اللهَ كانَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) فيعلم ذلك ، فيجازيكم به.
وفي التعميم مع
البرهان على المقصود مزيد تهويل ومبالغة في الوعيد.