وعن سعيد بن
جبير ، عن ابن عبّاس : كان رسول الله يريد أن يخلو له المنزل ، لأنّه كان حديث عهد
بعرس ، وكان محبّا لزينب ، وكان يكره أذى المؤمنين في إخراجهم عن المنزل. فنزلت :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ) أي : لا تدخلوا أيّها المتحيّنون (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) إلّا وقت الإذن (إِلى طَعامٍ)
تعلّق بـ «يؤذن» لأنّه
متضمّن معنى : يدعى ، للإشعار بأنّه لا يحسن الدخول على الطعام من غير دعوة وإن
أذن. كما أشعر به قوله : (غَيْرَ ناظِرِينَ
إِناهُ) غير منتظرين وقته ، أو إدراكه. وهو حال من فاعل «لا
تدخلوا» أو المجرور في «لكم». وقد أمال حمزة والكسائي : إناه ، لأنّه مصدر : أنى
الطعام ، إذا أدرك.
وهذا الحكم
مخصوص بهؤلاء المتحيّنين وأمثالهم ، وإلّا لما جاز لأحد أن يدخل بيوته بالإذن لغير
الطعام.