يَحْزَنَّ
وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ) أي : إلى قرّة عيونهنّ ، وقلّة حزنهنّ ، ورضاهنّ جميعا
، لأنّ حكم كلّهنّ فيه سواء. يعني : إذا سوّيت بينهنّ في الإيواء والإرجاء ،
والعزل والابتغاء ، وارتفع التفاضل ، ولم يكن لإحداهنّ ممّا تريد وممّا لا تريد
إلّا مثل ما للأخرى ، أو رجّحت بعضهنّ ، وعلمن أنّ هذا التفويض من عند الله وبحكمه
، اطمأنّت نفوسهنّ ، وذهب التنافس والتغاير ، وحصل الرضا ، وقرّت العيون ، وسكنت
القلوب. و «كلّهنّ» تأكيد لنون «يرضين».
(وَاللهُ يَعْلَمُ ما
فِي قُلُوبِكُمْ) فاجتهدوا في إحسانه. وفيه وعيد لمن لم ترض منهنّ بما
دبّر الله من ذلك ، وفوّض إلى مشيئة رسوله. وبعث على تواطئ قلوبهنّ ، والتصافي
بينهنّ ، والتوافق على طلب رضا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما فيه طيب نفسه.
(وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بذات الصدور (حَلِيماً) لا يعاجل بالعقوبة. فهو حقيق بأن يتّقى ويحذر.
(لا يَحِلُّ لَكَ
النِّساءُ) بالياء ، لأنّ تأنيث الجمع غير حقيقيّ. وقرأ البصريّان
بالتاء. (مِنْ بَعْدُ) من بعد التسع المذكورات. وهنّ في حقّه نصاب ، كما أنّ
الأربع في حقّنا نصاب ، فلا يحلّ له أن يتجاوز النصاب. أو من بعد اليوم ، حتّى لو
ماتت واحدة لم يحلّ نكاح اخرى.
(وَلا أَنْ تَبَدَّلَ
بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) فتطلّق واحدة وتنكح مكانها اخرى. و «من» مزيدة لتأكيد
استغراق جنس الأزواج بالتحريم. (وَلَوْ أَعْجَبَكَ
حُسْنُهُنَ) حسن الأزواج المستبدلة. قيل : إنّ الّتي أعجبته صلوات
الله عليه حسنها أسماء بنت عميس الخثعميّة ، بعد قتل جعفر بن أبي طالب عنها. وهو
حال من فاعل «تبدّل» ،