أو تصديقهم
إيّاهم تبكيتا لهم ، كقوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ
لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ)[١]. أو ليسأل المصدّقين للأنبياء عن تصديقهم ، فإنّ مصدّق
الصادق صادق. أو المؤمنين الّذين صدقوا عهدهم حين أشهدهم على أنفسهم عن صدقهم
عهدهم وشهادتهم ، فيشهد لهم الأنبياء بأنّهم صدقوا عهدهم وشهادتهم.
(وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ
عَذاباً أَلِيماً) عطف على «أخذنا» لأنّ المعنى : أنّ الله أكّد على
الأنبياء الدعوة إلى دينه لأجل إثابة المؤمنين. أو على ما دلّ عليه «ليسأل». كأنّه
قال : فأثاب المؤمنين ، وأعدّ للكافرين عذابا أليما.
ولمّا بيّن
سبحانه تأكيد نبوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم بذكر ما أخذ على النبيّين من الميثاق ، عقّب ذلك ببيان
آياته ومعجزاته يوم الأحزاب ، وذكر ما أنعم عليه وعلى المؤمنين من النصر ، مع ما
أعدّ لهم من الثواب ، وما فعل بالكفرة من التذليل والإخزاء ، مع ما أوعدهم من
العذاب ، فقال :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) ما أنعم الله به عليكم يوم الأحزاب ، وهو يوم الخندق (إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) وهم : قريش ، وغطفان ، ويهود قريظة والنظير. وكانوا
زهاء اثني عشر ألفا. (فَأَرْسَلْنا
عَلَيْهِمْ رِيحاً) الصبا باردة في ليلة شاتية ، فأخصرتهم [٢] ، وسفّت
التراب في وجوههم ، كما قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :