التكذيب والاستهزاء ، فأجيبوا على حسب ما عرف من غرضهم في سؤالهم ، فقيل
لهم : لا تستعجلوا به ولا تستهزؤا ، فكأنّي بكم قد حضرتم في ذلك اليوم ، وآمنتم
فلم ينفعكم الإيمان ، واستنظرتم في إدراك العذاب فلم تنظروا.
وقيل : المراد
يوم بدر. وعن مجاهد والحسن : يوم فتح مكّة. فالمراد بالّذين كفروا المقتولون منهم
، فإنّه لا ينفعهم إيمانهم ، كما لم ينفع فرعون إيمانه عند إدراك الغرق. فعلى هذا
المعنى ينطبق هذا الكلام جوابا على سؤالهم عن وقت الفتح. فلا يقال : من فسّره بيوم
بدر أو فتح مكّة ، كيف يستقيم على تفسيره أن لا ينفعهم الإيمان ، وقد نفع الطلقاء
يوم فتح مكّة ، وناسا يوم بدر.
(فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) يا محمد ، فإنّه لا ينجع فيهم الدعاء والوعظ ، ولا تبال
بتكذيبهم. وقيل : هو منسوخ بآية السيف [١]. (وَانْتَظِرْ) النصرة عليهم (إِنَّهُمْ
مُنْتَظِرُونَ) الغلبة عليك وهلاككم ، كقوله : (فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)[٢].