(أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ) بالمطر والثلج. وقيل : بالأنهار والعيون. (إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) الّتي جرز نباتها ، أي : قطع وأزيل ، إمّا لعدم الماء ،
وإمّا لأنّه رعي وأزيل. ولا يقال للّتي لا تنبت أصلا كالسباخ : جرز. ويدلّ عليه
قوله : (فَنُخْرِجُ بِهِ
زَرْعاً) وعن ابن عبّاس : نسوق الماء بالسيول إليها ، لأنّها
مواضع عالية. وهي قرى بين اليمن والشام. (تَأْكُلُ مِنْهُ) من الزرع (أَنْعامُهُمْ) كالتبن والورق (وَأَنْفُسُهُمْ) كالحبّ والثمر (أَفَلا يُبْصِرُونَ) فيستدلّون به على كمال قدرته وفضله.
روي : أنّ
المسلمين كانوا يقولون : إنّ الله سيفتح لنا على المشركين. فقالوا على وجه الإنكار
والاستبعاد : متى هذا الفتح؟ فنزلت :
(وَيَقُولُونَ مَتى
هذَا الْفَتْحُ) أي : في أيّ وقت يكون النصر؟ أو الفصل بالحكومة ، من
قوله : (رَبَّنَا افْتَحْ
بَيْنَنا)[١]. (إِنْ كُنْتُمْ
صادِقِينَ) في أنّه كائن.
(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ
لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) لا يؤخّر العذاب عنهم يومئذ. وهو يوم القيامة ، فإنّه
يوم نصر المسلمين ، والفصل بينهم وبين أعدائهم. ولمّا كان غرضهم في السؤال عن وقت
الفتح ، استعجالا منهم على وجه