وقيل : ملك
الموت يدعو الأرواح فتجيبه ، ثمّ يأمر أعوانه بقبضها.
(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ) أي : جزاء ربّكم ، من الثواب والعقاب (تُرْجَعُونَ) تردّون.
وجعل ذلك رجوعا
إليه تفخيما للأمر ، وتعظيما للحال.
روى عكرمة ، عن
ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الأمراض والأوجاع كلّها بريد الموت ، ورسل الموت ،
فإذا حان الأجل أتى ملك الموت بنفسه فقال : يا أيّها العبد! كم خبر بعد خبر ، وكم
رسول بعد رسول ، وكم بريد بعد بريد. أنا الخبر الّذي ليس بعدي خبر ، وأنا الرسول
الّذي ليس بعدي رسول ، وأنا البريد الّذي ليس بعدي بريد ، أجب ربّك طائعا أو
مكرها.
فإذا قبض روحه
، وتصارخوا عليه ، قال : على من تصرخون؟ وعلى من تبكون؟ فوالله ما ظلمت له أجلا ،
ولا أكلت له رزقا ، بل دعاه ربّه. فليبك الباكي على نفسه ، فإنّ لي فيكم عودات
وعودات ، حتّى لا أبقي منكم أحدا».