responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 304

(وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٧))

عن ابن عبّاس : أنّ اليهود سألوا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو أمروا وفد قريش أن يسألوه عن قوله تعالى : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) [١]. وقد أنزلت التوراة وفيها علم كلّ شيء ، فنزلت : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) ولو ثبت كون الأشجار أقلاما.

وتوحيد «شجرة» لأنّ المراد تفصيل الآحاد. (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) مقتضى الكلام أن يقال : ولو أنّ الشجر أقلام ، والبحر مداد. ويكون المعنى : البحر المحيط بسعته مدادا ممدودا بسبعة أبحر. لكن أغنى عن ذكر المداد قوله : «يمدّه» لأنّه من : مدّ الدواة وأمدّها ، بجعل البحر الأعظم بمنزلة الدواة ، وجعل الأبحر السبعة مملوءة مدادا ، فهي تصبّ فيه مدادها أبدا صبّا لا ينقطع.

ورفع «البحر» للعطف على محلّ «أنّ» ومعمولها ، و «يمدّه» حال. والمعنى : ولو ثبت كون الأشجار أقلاما في حال كون البحر ممدودا بسبعة أبحر. أو على الابتداء على أنّه مستأنف ، والواو للحال. ونصبه البصريّان بالعطف على اسم «أنّ» ، أو إضمار فعل يفسّره «يمدّه». وفي الكلام حذف ، تقديره : ولو أنّ أشجار الأرض أقلام ، والبحر ممدود بسبعة أبحر ، وكتبت بتلك الأقلام وبذلك المداد مقدورات الله ومعلوماته.

(ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) بكتابتها بتلك الأقلام ، وبذلك المداد ، لأنّ ذلك مع كثرته متناه ، ومعلومات الله ومقدوراته غير متناهية. وإيثار جمع القلّة ـ أعني :


[١] الإسراء : ٨٥.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست