(إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ
يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا) من السحر وغيره (أَنْ كُنَّا) لأن كنّا (أَوَّلَ
الْمُؤْمِنِينَ) من أتباع فرعون ، لأنّ بني إسرائيل كانوا آمنوا به. أو
أوّل من آمن من أهل هذا المشهد عند تلك المعجزة.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) وذلك بعد سنين أقام بين أظهرهم ، يدعوهم إلى الحقّ ،
ويظهر لهم الآيات ، فلم يزيدوا إلّا عتوّا وفسادا. وقرأ ابن كثير ونافع : أن أسر ،
بكسر النون ووصل الألف ، من : سرى. (إِنَّكُمْ
مُتَّبَعُونَ) يتّبعكم فرعون وجنوده. وهو علّة الأمر بالإسراء ، أي :
أسر بهم حتّى إذا اتّبعوكم مصبحين كنتم متقدّمين عليهم ، بحيث لا يدركونكم قبل
وصولكم إلى البحر ، بل يكونون على أثركم حتّى تلجون في البحر ، فيدخلون مدخلكم من
طريق البحر ، فأطبقه عليهم فأغرقهم.
روي : أنّه مات
في تلك الليلة في كلّ بيت من بيوتهم ولد ، فاشتغلوا بموتاهم ، فأوحى الله تعالى
إلى موسى : أن اجمع بني إسرائيل ، كلّ أربعة أبيات في بيت ، ثمّ اذبحوا الجداء [١] واضربوا
بدمائها على أبوابكم ، فإنّي سآمر الملائكة أن لا يدخلوا بيتا على بابه دم ،
وسآمرهم بقتل أبكار القبط. واخبزوا خبزا فطيرا ، فإنّه
[١] الجداء جمع
الجدي ، وهو ولد المعز في السنة الأولى.