(وَلَيَحْمِلُنَّ
أَثْقالَهُمْ) أثقال ما اقترفته أنفسهم (وَأَثْقالاً مَعَ
أَثْقالِهِمْ) وأثقالا أخر معها غير الخطايا الّتي ضمنوا للمؤمنين حملها.
وهي أثقال الإضلال ، من غير أن ينقص من أثقال من تبعهم شيء. وهذا كقوله عليهالسلام : «من سنّ سنّة سيّئة» الخبر.
ولمّا ذكر
سبحانه حال المجاهد الصابر على أذيّة الكفرة ، وحال من كان بخلافه ، ذكر قصّة نوح عليهالسلام وصبره على أذى قومه ، وتكذيبهم إيّاه في المدّة الطويلة
المتمادية ، ثمّ عقّب ذلك بذكر غيره من الأنبياء ، فقال :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) بعد البعث ، إذ روي أنّه بعث على رأس أربعين ، ودعا
قومه تسعمائة وخمسين ، وعاش بعد الطوفان ستّين. وعن وهب : أنّه عاش ألفا وأربعمائة
عام.
ولعلّ اختيار
هذه العبارة على تسعمائة وخمسين ، لأنّ هذا قد يطلق على ما يقرب منه. فكأنّه قيل :
تسعمائة وخمسين سنة كاملة وافية العدد.