responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 193

المفتاح على أصبع ، وكانت من جلود. وقال أبو رزين : يكفي الكوفة مفتاح ، أي : كنز واحد من كنوزه.

(إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ) منصوب بـ «تنوء» (لا تَفْرَحْ) لا تبطر ولا تمرح. والفرح بالدنيا مذموم مطلقا ، لأنّه نتيجة حبّها والرضا بها ، والذهول عن ذهابها ، فإنّ العلم بأنّ ما فيها من اللذّة مفارقة لا محالة يوجب الترح [١] ، كما قال [٢] :

أشدّ الغمّ عندي في سرور

تيقّن عنه صاحبه انتقالا

ولذلك قال سبحانه : (وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) [٣].

ولمّا كانت محبّة الدنيا وما فيها مانعة من محبّة الله تعالى قال عزوجل : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) أي : بزخارف الدنيا.

(وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ) واطلب فيما أعطاك الله من الغنى (الدَّارَ الْآخِرَةَ) بأن تصرفه فيما يوجبها لك من وجوه البرّ وسبيل الخير ، فإنّ المقصود منه أن يكون وصلة إليها.

(وَلا تَنْسَ) ولا تترك ترك المنسيّ (نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) وهو أن تحصّل بها آخرتك ، فإنّ حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا الّذي يعمل به للآخرة. وروي في معناه عن عليّ عليه‌السلام : «لا تنس قوّتك وشبابك ونشاطك وغناك أن تطلب بها الآخرة».

قيل : معناه خذ منها ما يكفيك ويصلحك. فإن كان قتورا شحيحا فقيل له : كل واشرب واستمتع بما آتاك الله من الوجه الّذي أباحه الله لك ، فإنّ ذلك غير محظور عليك.

(وَأَحْسِنْ) إلى عباد الله (كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ) فيما أنعم عليك. وقيل :


[١] التّرح : الحزن والهمّ.

[٢] لأبي الطيب. انظر ديوانه (طبعة دار صادر) : ١٤٠.

[٣] الحديد : ٢٣.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 5  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست