responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 4  صفحه : 168

متضمّن معنى : أتت.

(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً) سترا يستر خلفه (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا) يعني : جبرئيل. سمّاه الله الروح وأضافه إلى نفسه ، لأنّ دينه يحيا به وبوحيه ، أو محبّة له وتقريبا وتشريفا ، كما تقول لحبيبك : أنت روحي. (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) فانتصب بين يديها في صورة آدميّ صحيح لم ينتقص من الصورة البشريّة شيء.

وقيل : قعدت في مشرفة [١] للاغتسال من الحيض في يوم شديد البرد ، محتجبة بحائط أو بشيء يسترها ، وكان موضعها المسجد ، فإذا حاضت تحوّلت إلى بيت خالتها ، فإذا طهرت عادت إلى المسجد ، فبينا هي في مغتسلها أتاها جبرئيل متمثّلا بصورة شابّ أمرد ، وضيء الوجه ، جعد الشعر ، سويّ الخلق ، لتستأنس بكلامه ولا تنفر عنه ، ولو بدا لها في الصورة الملكيّة لنفرت ولم تقدر على استماع كلامه ، وكان تمثيله على تلك الصورة الحسنة ابتلاء لها وسبرا [٢] لعفّتها.

قيل : كانت في منزل زوج أختها زكريّا ، ولها محراب على حدة تسكنه ، وكان زكريّا عليه‌السلام إذا خرج أغلق عليها الباب ، فتمنّت أن تجد خلوة في الجبل لتفلي [٣] رأسها ، فانشقّ السقف لها فخرجت وجلست في المشرفة وراء الجبل ، فأتاها الملك.

وقيل : قام بين يديها في صورة ترب [٤] لها اسمه يوسف ، من خدم بيت المقدس.

ودلّ على عفافها وورعها أنّها تعوّذت بالله من تلك الصورة الجميلة الفائقة الحسن ، بأن (قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) أي : إن كان يرجى منك أن تتّقي الله


[١] أي : في موضع عال مطلّ على غيره. ومشارف الأرض : أعاليها. والواحدة : مشرفة.

[٢] سبر الأمر سبرا : جرّبه واختبره.

[٣] فلى يفلي رأسه أو ثوبه : نقّاهما من القمل.

[٤] الترب : من ولد معك ، وكان على سنّك. وجمعه : أتراب.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 4  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست