responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 91

كجمالة جمع جمل. والمراد بها الأصنام الّتي نحتوها ، وقرنوا بها أنفسهم ، وعبدوها طمعا في شفاعتها ، والانتفاع بها ، واستدفاع المضارّ بمكانتها. ويدلّ عليه قوله تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) [١]. فعذّبوا بما هو منشأ جرمهم كما عذّب الكانزون بما كنزوه ، أو بنقيض ما كانوا يتوقّعون زيادة في تحسّرهم.

وعن ابن عبّاس أنّها حجارة الكبريت ، فإنّ حرارتها أشدّ وأبلغ. ولعلّ المراد من هذه الرواية ـ بعد تسليم صحّتها ـ أنّ الأحجار كلّها لتلك النّار كحجارة الكبريت لسائر النيران. وهذا الاحتمال أدخل في المقصود ، إذ الغرض تهويل شأن نار الآخرة وتفاقم لهبها بحيث تتّقد بما لا يتّقد به غيرها ، والكبريت يتّقد به كلّ نار وإن ضعفت. فالمعنى : أنّها نار ممتازة عن غيرها من النيران ، لأنّها لا تتّقد إلّا بالناس والحجارة.

ولمّا كانت الآية مدنيّة نزلت بعد ما نزل بمكّة قوله تعالى في سورة التحريم :

(ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) [٢] ، صحّ تعريف النار ووقوع الجملة صلة ، فإنّها تجب أن تكون قصّة معلومة.

ثمّ قال استئنافا : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) أي : هيّئت لهم النار المنعوتة ، وجعلت عدّة لعذابهم. ويجوز أن تكون الجملة حالا بإضمار «قد» من «النار» لا الضمير الّذي في «وقودها» للفصل بينهما بالخبر.

واعلم أنّ في الآيتين ما يدلّ على النبوّة من وجوه :


[١] الأنبياء : ٩٨.

[٢] التحريم : ٦. والقول بأن الآية مكّية للزمخشري في الكشّاف (١ : ١٠٢) ، وتبعه عليه المصنّف «قده». وأطبق المفسّرون على أنّها مدنيّة ، واشتمالها على قصّة مارية زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المشهورة أصدق شاهد على ذلك. والظاهر أنه وهم منه ، مع أنه صرّح في تفسير سورة التحريم (الكشّاف ٤ : ٥٦٢) بأنّها مدنيّة.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست