responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 89

تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) [١]. ولأنّ ردّه على «عبدنا» يوهم إمكان صدوره ممّن لم يكن على صفته ، ولا يلائمه قوله : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) فإنّه أمر بأن يستعينوا بكلّ من ينصرهم ويعينهم. والشهداء جمع الشهيد بمعنى الحاضر أو القائم بالشهادة ، يعني : ادعوا كلّ من يشهدكم به من الجنّ والإنس.

(مِنْ دُونِ اللهِ) معنى دون : أدنى مكان من الشيء ، ومنه : تدوين الكتب ، لأنّه إدناء البعض من البعض ، ودونك هذا أي : خذه من أدنى مكان منك. ثم استعير للرتب ، فقيل : زيد دون عمرو أي : في الشرف ، ومنه الشيء الدّون. ثم اتّسع فيه فاستعمل في كلّ تجاوز حدّ إلى حدّ ، قال الله تعالى : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [٢] ، أي : لا يتجاوزوا ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين.

و «من» متعلّقة بـ «ادعوا» ، والمعنى : وادعوا إلى المعارضة من حضركم أو رجوتم معونته من إنسكم وجنّكم وآلهتكم غير الله ، فإنّه القادر على أن يأتي بمثله دون كلّ شاهد. أو بـ «شهدائكم» ، والمعنى : ادعوا الّذين اتّخذتموهم آلهة من دون الله ، وزعمتم أنّهم يشهدون لكم يوم القيامة أنّكم على الحقّ.

وقيل : من دون الله أي : دون أوليائه ومن غير المؤمنين ، يعني : فصحاء العرب ووجوه المشاهد ليشهدوا لكم أنّكم أتيتم بمثله [٣].

(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أنّه من كلام البشر. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه


[١] الاسراء : ٨٨.

[٢] آل عمران : ٢٨.

[٣] في هامش الخطّية : «وهذا من المساهلة وإرخاء العنان ، والإشعار بأن شهداءهم الّذين هم وجوه المشاهد وفرسان المقاولة تأبى عليهم الطباع وتجمح بهم الأنفة أن يرضوا لأنفسهم الشهادة بصحّة الفاسد ، البيّن عندهم فساده ، وبان اختلاله. منه».

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست