باستيقاد النار ، وما انتفعوا به من حقن الدماء وسلامة الأموال والأولاد
وغير ذلك بإضاءة النار ما حول المستوقدين ، وزوال ذلك عنهم على القرب بإهلاكهم
وإفشاء حالهم ، وإبقاؤهم في الخسار الدائم والعذاب السرمد بإطفاء نارهم والذهاب
بنورهم.
ويشبّه في
الثاني أنفسهم بأصحاب الصيّب ، وإيمانهم المخالط بالكفر والخداع بصيّب فيه ظلمات
ورعد وبرق ، من حيث إنّه وإن كان نافعا في نفسه لكنّه لمّا وجد في هذه الصورة عاد
نفعه ضرّا ، ونفاقهم حذرا عن نكايات المؤمنين بجعل الأصابع في الآذان من الصواعق
حذر الموت ، وتحيّرهم لشدّة الأمر وجهلهم بما يأتون ويذرون ، بأنّهم كلّما صادفوا
من البرق خفقة انتهزوها فرصة مع خوف أن تخطف أبصارهم ، فخطوا خطى يسيرة ، ثم إذا
خفي وفتر لمعانه بقوا متقيّدين لا حراك بهم» [١].