responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 620

(رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ) أوقع الفعل على المسمع وحذف المسموع لدلالة وصف المسمع على المسموع. وفيه مبالغة ليست في إيقاعه على نفس المسموع ، لتكرير الإسناد.

وفي تنكير المنادي وإطلاقه ثم تقييده تعظيم لشأنه ، كما إذا قلت : سمعنا هاديا يهدي إلى الإيمان ، فقد رفعت من شأن الهادي وفخّمته. والمراد به الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وقيل : القرآن.

والنداء والدعاء يعدّى بـ «إلى» واللام ، لتضمّنهما معنى الانتهاء والاختصاص ، أي : داعيا يدعو إلى الايمان. يقال : ناداه لكذا وإلى كذا ، ودعا له وإليه ، ونحوه : وهداه للطريق أو إليه.

(أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) بأن آمنوا ، فامتثلنا (رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) كبائرنا ، فإنّها ذات تبعة (وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا) صغائرنا ، فإنّها مستقبحة ، ولكن مكفّرة عن مجتنب الكبائر. أو اغفر لنا ذنوبنا ابتداء ، وكفّر عنّا سيّئاتنا إن تبنا ، كما قال صاحب الجامع : «جمع بين سؤال المغفرة والتكفير ، لأنّ تكفير السيّئات يكون بالتوبة والمغفرة ، وقد يكون ابتداء من غير توبة» [١].

(وَتَوَفَّنا) واقبضنا إلى رحمتك (مَعَ الْأَبْرارِ) في موضع الحال ، أي : مخصوصين بصحبتهم ، معدودين في زمرتهم.

وفيه تنبيه على أنّهم يحبّون لقاء الله ، ومن أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه.

والأبرار جمع برّ أو بارّ ، كأرباب وأصحاب.

(رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ) أي : ما وعدتنا على تصديق رسلك من الثواب. لمّا أظهروا امتثالهم لما أمروا به سألوا ما وعد عليه ، لا خوفا من إخلاف الوعد ، بل مخافة أن لا يكونوا من الموعودين ، لسوء عاقبة ، أو قصور في الامتثال ،


[١] جوامع الجامع ١ : ٢٦٨.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 620
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست