responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 618

فقال : ما أذكر. قالت : لعلّك نظرت مرّة إلى السماء ولم تعتبر. قال : لعلّ. قالت : فما أتيت إلّا من ذاك.

وقيل : معناه : يصلّون على الهيئات الثلاث حسب طاقتهم ، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعمران بن حصين : «صلّ قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب تومئ إيماء». وهذا أيضا رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره [١]. ولا تنافي بين التفسيرين ، لأنّه غير ممتنع وصفهم بالذكر في هذه الأحوال وهم في الصلاة.

(وَيَتَفَكَّرُونَ) ويتدبّرون اعتبارا واستدلالا (فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) في إبداع صنعتهما وما دبّر فيهما بما تكلّ الأفهام عن إدراك بعض بدائعه ، فيستدلّون على وحدانيّة الله تعالى وكمال قدرته وعلمه وحكمته. وهذا أفضل العبادات ، كما جاء في الحديث : «لا عبادة كالتفكّر» ، وقوله : «تفكّر ساعة خير من عبادة سنة» ، لأنّه المخصوص بالقلب والمقصود من الخلق.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بينما رجل مستلق على فراشه إذ رفع رأسه فنظر إلى السماء والنجوم فقال : اشهد أنّ لك ربّا وخالقا ، اللهمّ اغفر لي ، فنظر الله إليه فغفر له».

وقيل : الفكرة تذهب الغفلة ، وتحدث للقلب الخشية ، كما يحدث الماء للزرع النبات. وهذا دليل واضح على شرف علم الكلام وفضل أهله.

(رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً) على إرادة القول ، أي : يتفكّرون قائلين ذلك.

وهذا إشارة إلى المتفكّر فيه ، أي : الخلق ، على أنّه أريد به المخلوق من السماوات والأرض ، أو إليهما ، لأنّهما في معنى المخلوق.

والمعنى : ما خلقته خلقا عبثا ضائعا من غير حكمة ، بل خلقته لحكم عظيمة ، من جملتها أن يكون مبدأ لوجود الإنسان ، وسببا لمعاشه ، ودليلا يدلّه على


[١] تفسير عليّ بن إبراهيم ١ : ١٢٩.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 618
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست