responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 60

وأطلق الإيمان على معنى أنّهم ليسوا من الإيمان في شيء.

وهم في هذا القول يزعمون أنّهم (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا). الخدع أن توهم صاحبك خلاف ما تخفيه من المكروه لتزلّه عمّا هو بصدده. وأصله الإخفاء ، ومنه : المخدع للخزانة. والمخادعة تكون بين اثنين. وخداعهم مع الله ليس على ظاهره ، لأنّه لا يخفى عليه خافية ، ولأنّهم لم يقصدوا خديعته ، بل المراد إمّا مخادعة رسول الله على حذف المضاف ، أو على أن معاملة الرسول معاملة الله من حيث إنّه خليفته ، وهذا مثل أن يقال : قال الملك كذا ، وإنّما القائل وزيره أو خاصّته الّذين قولهم قوله. ويؤيّده قوله تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) [١] (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) [٢]. وإما أن صورة صنيعهم مع الله ـ من إظهار الإيمان ، واستبطان الكفر ، وصنع الله معهم في إخفاء حالهم ، وإجراء أحكام الإسلام عليهم ، وهم عنده أخبث الكفّار وأهل الدّرك الأسفل من النار ، استدراجا لهم ، وامتثال الرسول والمؤمنين أمر الله في إخفاء حالهم ، وإجراء أحكام الإسلام عليهم ، مجازاة لهم بمثل صنيعهم ـ صورة صنيع المتخادعين.

ويحتمل أن يراد بـ «يخادعون» يخدعون ، لأنّه بيان لـ «يقول» ، إلّا أنّه أخرج في زنة «فاعل» للمبالغة ، فإنّ الزنة لمّا كانت للمغالبة ، والفعل متى غولب فيه فاعله كان أبلغ منه إذا جاء بلا مقابلة معارض ، استصحبت ذلك ، لأنّه يزيد قوّة الداعي دفعا لمعارضته. وللمبالغة المذكورة قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو : (وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ). وغيرهم يقرءون : يخدعون ، لأنّ المخادعة لا تتصوّر إلّا بين اثنين.

وكان غرضهم في إظهار الإيمان مع كفر الباطن أن يدفعوا عن أنفسهم ما يتطرّق بالكفرة من النوائب الصادرة عن المسلمين ، وأن يفعل بهم ما يفعل بالمؤمنين


[١] النساء : ٨٠.

[٢] الفتح : ١٠.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست