responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 59

الجنس ، فإنّ الأجناس تتنوّع بزيادات يختلف فيها أبعاضها ، فتكون الآية تقسيما للقسم الثاني.

واختصاص الإيمان بالله وباليوم الآخر بالذكر تخصيص لما هو المقصود الأعظم من الإيمان ، وادّعاء منهم كذبا بأنّهم احتازوا الإيمان من المبدأ والمعاد ، وأحاطوا بأوّله وآخره ، وكشف عن إفراطهم في الخبث وتماديهم في الغيّ والفساد ، لأنّهم كانوا يهودا وإيمان اليهود بالله ليس بإيمان ، لقولهم : (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) [١] وكذلك إيمانهم باليوم الآخر ، لأنّهم يعتقدون أنّ الجنّة لا يدخلها غيرهم ، وأنّ النار لن تمسّهم إلّا أيّاما معدودة ، وغيرها ، ويرون المؤمنين أنّهم آمنوا بمثل إيمانهم ، فكان قولهم : (آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) خبثا مضاعفا وكفرا ذا وجهين ، لأنّ قولهم هذا لو صدر عنهم لا على وجه النفاق فهو كفر لا إيمان ، فإذا قالوه على وجه النفاق ، خديعة للمؤمنين واستهزاء بهم ، وأروهم أنّهم مثلهم في الإيمان الحقيقي ، كان خبثا إلى خبث ، وكفرا إلى كفر.

وفي تكرير الباء ادّعاء الإيمان منهم بكلّ واحد على الأصالة والاستحكام ، والقول هو التلفّظ بما يفيد ، ويقال بمعنى المقول ، وللمعنى المتصوّر في النفس المعبّر عنه باللفظ ، وللرأي والمذهب مجازا.

والمراد باليوم الآخر من وقت الحشر إلى ما لا ينتهي ، أو إلى أن يدخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار ، لأنّه آخر الأوقات المحدودة الّتي لا حدّ للوقت بعده.

ثمّ أنكر سبحانه ما ادّعوه ونفى ما انتحلوا إثباته ، فقال : (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ). وكان أصله : وما آمنوا ، ليطابق قولهم في التصريح بشأن الفعل دون الفاعل ، لكنّه عكس تأكيدا ومبالغة في التكذيب ، لأنّ إخراج ذواتهم من عداد المؤمنين أبلغ من نفي الإيمان عنهم في ماضي الزمان ، ولذلك أكّد النفي بالباء.


[١] التوبة : ٣٠.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست