وعن ابن مسعود
أنّه قال : إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن ، فإنّ فيه علم الأوّلين والآخرين.
وعن رجاء بن
حيوة قال : كنّا يوما أنا وأبي عند معاذ بن جبل ، فقال : من هذا يا حيوة؟ فقال :
هذا ابني رجاء. فقال معاذ : هل علّمته القرآن؟ قال : لا. قال : فعلّمه القرآن ،
فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ما من رجل علّم ولده القرآن إلّا توّج أبواه يوم
القيامة بتاج الملك ، وكسيا حلّتين لم ير الناس مثلهما ، ثمّ ضرب بيده على كتفي
فقال : يا بنيّ ، إن استطعت أن تكسو أبويك يوم القيامة حلّتين فافعل.
وصحّ عن النبيّ
صلىاللهعليهوآلهوسلم من رواية العامّ والخاصّ أنّه قال : إنّي تارك فيكم ما
إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى
يردا عليّ الحوض.
وروي عن ابن
عبّاس رضى الله عنه أنّه قال : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّء مقعده من
النار.
وغير ذلك من
الأخبار الّتي دلّت على فضائله ، ولعلّي أن أرقم بعضها في ضمن مقدّمة هذا التفسير.
وأنا بعد أن
وفّقت لإتمام تفسير «منهج
الصادقين» وتفسير «خلاصة المنهج» باللسان الأعجميّ على أحسن البيان ، وأتمّ النظام ،
طالما أحدّث نفسي أن أثلّثهما بتفسير وسيط بالعربيّة الّتي هي أفصح اللغات ،
ليستفيد العرب أيضا من معاني القرآن من غير ملال وكلال ، ويكون ذلك سببا للغفران ،
ووسيلة إلى الفوز بالرضوان ، إلّا أنّ قلّة بضاعتي يقعدني عن الإقدام ، ويمنعني عن
الانتصاب في هذا المقام ، فبعد الاستخارة صممت عزمي على الشروع فيما قصدته ،
والإتيان بما أردته ، بعون الله وحسن توفيقه ، وسمّيته «زبدة التفاسير» ، والتقطت أكثره من «الكشّاف» و «أنوار
التنزيل» و «مجمع البيان» و «جامع
الجوامع».