responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 594

بحياة طيّبة ، لا يكدّرها خوف وقوع محذور وحزن فوات محبوب.

وفيها حثّ على الجهاد ، وترغيب في الشهادة ، وبعث على ازدياد الطاعة ، وإحماد لمن يتمنّى لإخوانه مثل ما أنعم عليه ، وبشرى للمؤمنين بالفلاح.

قال صاحب الأنوار : «وفي الآية إشعار على أنّ الإنسان غير الهيكل المحسوس ، بل هو جوهر مدرك بذاته لا يفنى بخراب البدن ، ولا يتوقّف عليه إدراكه وتألّمه والتذاذه. ويؤيّد ذلك قوله تعالى في آل فرعون : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) [١] الآية. وروي عن ابن عبّاس أنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أرواح الشهداء في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنّة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل معلّقة في ظلّ العرش» [٢].

وأيضا عن ابن عبّاس وابن مسعود وجابر أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لمّا أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في حواصل طير خضر ، ترد أنهار الجنّة ، وتأكل من ثمارها».

وروي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لجعفر بن أبي طالب وقد استشهد في غزاة مؤتة : «رأيته وله جناحان يطير بهما مع الملائكة في الجنّة».

ومن أنكر ذلك ولم ير الروح إلا ريحا أو عرضا قال : هم أحياء يوم القيامة ، وإنّما وصفوا في الحال لتحقّقه ودنوّه ، أو أحياء بالذكر أو بالإيمان.

(يَسْتَبْشِرُونَ) كرّره للتوكيد ، أو ليعلّق به ما هو بيان لقوله : (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من ذكر نعمة الله وفضله. ويجوز أن يكون الأول بحال إخوانهم ، وهذا بحال أنفسهم. (بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ) ثوابا لأعمالهم (وَفَضْلٍ) وزيادة عليه ، كقوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [٣]. وتنكيرهما للتعظيم. (وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ


[١] المؤمن (غافر) : ٤٦.

[٢] أنوار التنزيل ٢ : ٥٣.

[٣] يونس : ٢٦.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 594
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست