(لِيَجْعَلَ اللهُ
ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ) متعلّق بـ «قالوا» على أنّ اللام لام العاقبة ، مثلها
في (لِيَكُونَ لَهُمْ
عَدُوًّا وَحَزَناً)[١]. أو بـ «لا تكونوا» ، أي : لا تكونوا مثلهم في النطق
بذلك القول وفي الاعتقاد ليجعله الله حسرة في قلوبهم خاصّة ، ويصون منها قلوبكم ،
فإنّ مخالفتهم ومضادّتهم ممّا يغمّهم ويغيظهم. وإنّما أسند الفعل إلى الله لأنّه
سبحانه عند ذلك الاعتقاد الفاسد يضع الحسرة في قلوبهم ، ويضيّق صدورهم عقوبة ، وهو
كقوله تعالى : (يَجْعَلْ صَدْرَهُ
ضَيِّقاً حَرَجاً)[٢].
(وَاللهُ يُحْيِي
وَيُمِيتُ) ردّ لقولهم ، أي : هو المؤثّر في الحياة والممات لا
الاقامة والسفر ، فإنّه تعالى قد يحيي المسافر والغازي ، ويميت المقيم والقاعد عن
الغزو.
(وَاللهُ بِما
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فلا تكونوا مثلهم. وهذا تهديد للمؤمنين على أن
يماثلوهم.
وقرأ ابن كثير
وحمزة والكسائي بالياء ، على أنّه وعيد للّذين كفروا.
ثمّ حثّ سبحانه
على الجهاد ، وبيّن أنّ الشهادة خير من أموال الدنيا المستفادة ، فقال : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ
مُتُّمْ) أي : متّم في سبيله. وقرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر
الميم من : مات يمات (لَمَغْفِرَةٌ مِنَ
اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) جواب القسم ، وهو سادّ مسدّ الجزاء ، وكذا قوله فيما
بعد : «لإلى الله