responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 583

(لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ) متعلّق بـ «قالوا» على أنّ اللام لام العاقبة ، مثلها في (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) [١]. أو بـ «لا تكونوا» ، أي : لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول وفي الاعتقاد ليجعله الله حسرة في قلوبهم خاصّة ، ويصون منها قلوبكم ، فإنّ مخالفتهم ومضادّتهم ممّا يغمّهم ويغيظهم. وإنّما أسند الفعل إلى الله لأنّه سبحانه عند ذلك الاعتقاد الفاسد يضع الحسرة في قلوبهم ، ويضيّق صدورهم عقوبة ، وهو كقوله تعالى : (يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) [٢].

(وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ) ردّ لقولهم ، أي : هو المؤثّر في الحياة والممات لا الاقامة والسفر ، فإنّه تعالى قد يحيي المسافر والغازي ، ويميت المقيم والقاعد عن الغزو.

(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فلا تكونوا مثلهم. وهذا تهديد للمؤمنين على أن يماثلوهم.

وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء ، على أنّه وعيد للّذين كفروا.

(وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (١٥٧) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ (١٥٨))

ثمّ حثّ سبحانه على الجهاد ، وبيّن أنّ الشهادة خير من أموال الدنيا المستفادة ، فقال : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ) أي : متّم في سبيله. وقرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر الميم من : مات يمات (لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) جواب القسم ، وهو سادّ مسدّ الجزاء ، وكذا قوله فيما بعد : «لإلى الله


[١] القصص : ٨.

[٢] الأنعام : ١٢٥.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 583
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست