responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 572

ستّون جراحة ، فأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمّ سليم وأمّ عطيّة أن تداوياه ، فقالتا : إنّا لا نعالج منه مكانا إلّا انفتق مكان آخر ، وقد خفنا عليه. فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمون يعودونه ، فجعل يمسح جراحاته بيده ويقول : إنّ رجلا لقي هذا في الله فقد أبلى وأعذر. وكان القرح الّذي يمسحه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلتئم. فقال عليّ عليه‌السلام : الحمد لله إذ لم أفرّ ولم أولّ الدبر. فذكر الله تعالى له ذلك الشكر في موضعين من القرآن ، وهو قوله : (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) [١] ، (وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ).

(وَكَأَيِّنْ) أصله «أي» دخلت الكاف عليها فصارت بمعنى «كم» ، والنون تنوين أثبت في الخطّ على غير قياس. وقرأ ابن كثير : وكائن كطاعن. ووجهه : أنه قلب الكلمة الواحدة ، كقولهم : رعملي في لعمري ، فصار كيّأن ، ثم حذفت الياء الثانية للتخفيف ، ثم أبدلت الياء الأخرى ألفا ، كما أبدلت من طائي.

(مِنْ نَبِيٍ) بيان له (قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) ربّانيّون علماء أتقياء صبّر ، أو عابدون لربّهم. وقيل : جماعات. والربّي منسوب إلى ربّة ، وهي الجماعة للمبالغة.

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب : قتل. وإسناده إلى «ربّيون» ، أو ضمير النبيّ ، و «معه ربّيّون» حال منه ، يعنى : قتل كائنا معه ربّيون.

(فَما وَهَنُوا) فما فتروا ، ولم ينكسر جدّهم (لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) من قتل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو بعضهم (وَما ضَعُفُوا) عن جهاد العدوّ بعده ، أو في الدين (وَمَا اسْتَكانُوا) وما خضعوا للعدوّ. وأصله : استكن من السكون ، لأنّ الخاضع يسكن لصاحبه ليفعل به ما يريده ، والألف من إشباع الفتحة. أو استكون من الكون ، لأنّه يطلب من نفسه أن يكون لمن يخضع له. وهذا تعريض بالوهن الّذي أصابهم عند الإرجاف بقتله عليه‌السلام ، وبضعفهم عند ذلك ، واستكانتهم للمشركين حين أرادوا أن يعتضدوا بالمنافق عبد الله بن أبيّ في طلب الأمان من أبي سفيان. (وَاللهُ يُحِبُّ


[١] آل عمران : ١٤٤.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست