يبق لهم فيه منفعة مّا في الدنيا والآخرة ، بخلاف حرث المسلم المؤمن ، فلا
يذهب على الكلّية ، لأنّه وإن كان يذهب صورة إلّا أنّه لا يذهب معنى ، لما فيه من
حصول الأعواض لهم في الآخرة ، والثواب بالصبر على الذهاب.
وهذا من
التشبيه المركّب ، أعني : تشبيه كفرهم يبطل ثواب نفقتهم بالريح الباردة تهلك الحرث
، ولذلك لم يبال بإيلاء كلمة التشبيه الريح دون الحرث. فلا يقال : الكلام غير
مطابق للغرض حيث جعل «ما ينفقون» ممثّلا بالريح. ويجوز أن يقدّر : كمثل مهلك ريح ،
وهو الحرث ، فهو من تشبيه المفرد.
(وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ) في إهلاك زرعهم (وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ) أي : ما ظلم المنفقين بضياع نفقاتهم ، ولكن ظلموا
أنفسهم حيث لم يأتوا بها على الوجه الّذي يستحقّ به الثواب.