(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ
أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ) «من» للتبعيض ، لأنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية ،
ولا يصلح لذلك إلّا من يعلم المعروف معروفا والمنكر منكرا ، فإنّ الجاهل ربّما نهى
عن معروف أو أمر بمنكر. ولأنّه لا يصلح له كلّ أحد ، إذ للمتصدّي له شروط لا يشترك
فيها جميع الأمّة ، كالعلم بالأحكام ومراتب الاحتساب ، وكيفيّة إقامتها ،
وكالتمكّن من القيام بها. أو للتبيين ، بمعنى : وكونوا أمّة تأمرون ، كقوله : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ)[١]. والدعاء إلى الخير يعمّ الدعاء إلى ما فيه