وعموم «للمتّقين» ناب عن الراجع من الجزاء إلى «من» أعني : ضمير «يحبّه» ،
إشعارا بأن التقوى أصل الأمر. وهو يعمّ الوفاء وغيره ، من أداء الواجبات والاجتناب
عن المناهي.
روي : أنّ
جماعة من أحبار اليهود ، مثل أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وحيّي بن الأخطب وكعب
بن الأشرف ، كتموا في التوراة نعت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وحكم الأمانات ، وكتبوا بأيديهم غيره ، وحلفوا أنّه من
الله لئلّا تفوتهم الرئاسة ، وما كان لهم على أتباعهم من الوظائف المقرّرة ، فنزلت
في شأنهم : (إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ) يستبدلون (بِعَهْدِ اللهِ) بما عاهدوا عليه من الإيمان بالرّسول والوفاء بالأمانات
(وَأَيْمانِهِمْ) الكاذبة ، وبما حلفوا به من قولهم : والله لنؤمننّ به
ولننصرنّه (ثَمَناً قَلِيلاً) متاع الدّنيا من الرئاسة وأخذ الرشا والوظائف ، فإنّه
قليل في جنب ما يفوتهم من الثواب الأبدي (أُولئِكَ لا خَلاقَ
لَهُمْ) لا نصيب وافر لهم (فِي الْآخِرَةِ وَلا
يُكَلِّمُهُمُ اللهُ) بما يسرّهم ، أوبشيء أصلا ، وإنّ الملائكة يسألونهم يوم
القيامة. أو لا