أراد به جنس الكتب المنزلة ، وخصّ الكتابان لفضلهما.
(وَرَسُولاً إِلى بَنِي
إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) منصوب بمضمر على إرادة القول ، تقديره : ويقول : أرسلت
رسولا بأنّي قد جئتكم ، أو بالعطف على الأحوال المتقدّمة ، متضمّنا معنى النطق ،
وكأنّه قال : وناطقا بأنّي قد جئتكم. وتخصيص بني إسرائيل لخصوص بعثته إليهم ، أو
للردّ على من زعم أنّه مبعوث إلى غيرهم.
(أَنِّي أَخْلُقُ
لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) في موضع النصب بدل من (أَنِّي قَدْ
جِئْتُكُمْ). أو في موضع جرّ بدل من «آية». أو في موضع رفع على : هي
أنّي أخلق لكم. ومعناه : أقدّر لكم وأصوّر شيئا مثل صورة الطير. (فَأَنْفُخُ فِيهِ) الضمير للكاف ، أي : في ذلك المماثل (فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ) فيصير حيّا طيّارا بأمر الله تعالى. نبّه به على أنّ
إحياءه من الله تعالى لا منه. وقرأ نافع : فيكون طائرا. قيل : لم يخلق غير
الخفّاش.
(وَأُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ) أي : الذي ولد أعمى. وقيل : الممسوح العين.