وإلّا قضيت له في كلّ يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة ، وإلّا أعذته من كلّ
عدوّ ونصرته عليه ، ولا يمنعه دخول الجنّة إلّا الموت».
وقال معاذ بن
جبل : «احتبست عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما لم أصلّ معه الجمعة ، فقال : يا معاذ ما منعك من
صلاة الجمعة؟
قلت : يا رسول
الله كان ليوحنّا اليهودي عليّ أوقية من برّ ، وكان على بابي يرصدني ، فأشفقت أن
يحبسني دونك.
قال : أتحبّ يا
معاذ أن يقضي الله دينك؟
قلت : نعم يا
رسول الله.
قال : قل : «اللهمّ
مالك الملك ـ إلى قوله ـ بغير حساب». وقل : يا رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما ،
تعطي منهما ما تشاء ، وتمنع منهما ما تشاء ، صلّ على محمّد وآله ، واقض عنّي ديني.
فإن كان عليك ملء الأرض ذهبا لأدّاه الله عنك».
ولمّا بيّن
سبحانه أنّه مالك الدنيا والآخرة ، القادر على الإعزاز والاذلال ، نهى المؤمنين أن
يوالوا الكافرين لقرابة بينهم أو صداقة جاهليّة قبل الإسلام ، أو غير ذلك من
الأسباب الّتي يتصادق بها ، حتى لا يكون حبّهم وبغضهم إلّا في الله ، لأنّ الإعزاز
لا يكون إلّا عنده وعند أوليائه المؤمنين ، دون أعدائه الكافرين المتّصفين بالذلّة
من عنده ، فإنّ هذا أصل كبير من أصول الإيمان ، فقال : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ) أي : لا ينبغي للمؤمنين أن يتّخذوا (الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ) لنفوسهم ، وأن يستعينوا بهم