روي أنه لمّا
فتح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكّة ووعد أمّته ملك فارس والروم ، قال المنافقون
واليهود : هيهات من أين لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ملك فارس والروم؟ ألم تكفه المدينة ومكّة حتى طمع في
الروم وفارس؟ فنزلت.
(قُلِ اللهُمَ) الميم عوض عن «يا» ولذلك لا يجتمعان ، وهو من خصائص هذا
الاسم ، كاختصاص دخول «يا» عليه مع لام التعريف وقطع همزته ، وتاء القسم. وقيل :
أصله : يا الله أمّنا بخير ، فخفّف بحذف حرف النداء ومتعلّقات الفعل وهمزته.
(مالِكَ الْمُلْكِ) يتصرّف فيما يمكن التصرّف فيه تصرّف الملّاك فيما
يملكون. وهو نداء ثان عند سيبويه ، فإنّ الميم تمنع الوصفيّة.
(تُؤْتِي الْمُلْكَ
مَنْ تَشاءُ) تعطي منه ما تشاء لمن تشاء ، من النصيب الّذي قسّمته له
من أسباب الدنيا (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ
مِمَّنْ تَشاءُ) وتستردّ منه على وفق المصلحة والحكمة ، ومن ذلك إعطاؤه
محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه وأمّته ، ونزعه من صناديد قريش ومن الروم
وفارس. فالملك الأوّل عامّ ، والآخران بعضان منه.
وقيل : المراد
بالملك النبوّة ، ونزعها نقلها من قوم إلى قوم. وقيل : المراد بإيتاء الملك ملك
القناعة. وقال عليهالسلام : «ملوك الجنّة من أمّتي القانعون بالقوت يوما فيوما».
أو ملك العافية
، أو ملك قيام الليل ، ونزعه بالعكس.
(وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) من أوليائك في الدنيا ، أو في الآخرة ، أو فيهما ،
بالنصر