(إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا) عامّ في الكفرة. وقيل : المراد به وفد نجران ، أو
اليهود ، أو مشركو العرب (لَنْ تُغْنِيَ
عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) أي : من رحمته على معنى البدليّة. فـ «من» في قوله : «من
الله» مثل الّذي في قوله : (وَإِنَّ الظَّنَّ لا
يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)[١]. ومثله : ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ ، أي : لا ينفعه
جدّه من الدنيا بدلك ، أي : بدل طاعتك وعبادتك وما عندك. وقيل : معناه : من عذابه
شيئا ، أي : لا يدفع عنهم أموالهم وأولادهم من عذاب الله شيئا (وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) حطبها ، تتّقد النار بأجسامهم.
وقوله : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) منصوب المحلّ بقوله : «لن تغني» أو بالوقود. والمعنى :
لن تغني عنهم كما لم تغن عن أولئك ، أو توقد بهم كما توقد بأولئك ، كما تقول :
إنّك لتظلم الناس كدأب أبيك ، تريد : كظلم أبيك ، وإنّ فلانا لمحارف كدأب أبيه ،
تريد : كما حورف أبوه. أو استئناف مرفوع المحلّ ، وتقديره : دأب هؤلاء كدأبهم في
الكفر والعذاب. وهو مصدر : دأب في العمل إذا كدح فيه ، فنقل إلى معنى