ولمّا أمر الله
تعالى بأخذ رأس المال من الموسر بيّن بعده حال المعسر ، فقال : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ) أي : إن وقع غريم من غرمائكم ذو عسرة (فَنَظِرَةٌ) أي : فالحكم ، أو فالأمر ، أو فعليكم ، أو فليكن نظرة ،
وهي الإنظار (إِلى مَيْسَرَةٍ) إلى وقت يساره. وهو خبر في معنى الأمر. والمراد فأنظروه
إلى وقت يساره. وقرأ نافع بضمّ السين. وهما لغتان ، كمشرقة ومشرقة.
(وَأَنْ تَصَدَّقُوا) تصدّقوا بالإبراء (خَيْرٌ لَكُمْ) أكثر ثوابا من الإنظار ، أو خير ممّا تأخذون ، لمضاعفة
ثوابه ودوامه. وقيل : المراد بالتصدّق الإنظار ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يحلّ دين رجل مسلّم فيؤخّره إلا كان له بكلّ يوم
صدقة». (إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ) ما فيه من الذكر الجميل والأجر الجزيل.
ثمّ حذّر
سبحانه المكلّفين من بعد ما تقدّم من أمر الحدود والأحكام ، فقال : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى
اللهِ) إلى جزاء يوم القيامة أو يوم الموت ، فتأهّبوا لمصيركم
إليه. وقرأ أبو عمرو ويعقوب بفتح التاء وكسر الجيم. (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ
نَفْسٍ ما كَسَبَتْ) جزاء ما عملت من خير أو شرّ (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) بنقص ثواب وتضعيف عقاب.
وعن ابن عبّاس
: أنّها آخر آية نزل بها جبرئيل عليهالسلام ، وقال : ضعها في رأس المائتين والثمانين من البقرة.
وعاش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعدها أحدا وعشرين يوما. وقيل : أحدا وثمانين. وقيل :
سبعة أيّام. وقيل : ثلاث ساعات. وروي أصحابنا أنّه توفّي لليلتين بقيتا من صفر سنة
إحدى عشرة من الهجرة ، ولسنة واحدة من ملك أردشير بن شيرويه بن أبرويز بن هرمز بن
أنو شيروان.