responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 423

حلاله ، أو جياده وخياره (وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) ومن طيّبات ما أخرجنا من الحبوبات والنباتات والمعدنيّات ، فحذف المضاف لتقدّم ذكره.

(وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ) ولا تقصدوا الرديء منه ، أي : من المال أو ممّا أخرجنا. وتخصيصه بذلك لأنّ التفاوت فيه أكثر (تُنْفِقُونَ) حال من فاعل «تيمّموا». ويجوز أن يتعلّق بـ «منه» ، ويكون الضمير للخبيث ، والجملة حالا منه. (وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ) أي : وحالكم أنّكم لا تأخذونه في حقوقكم لرداءته (إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) إلّا أن تتسامحوا في أخذه. مجاز من : أغمض بصره إذا غضّه ، ويقال : أغمض البائع إذا لم يستقص ، كأنّه لا يبصر. وعن ابن عبّاس «كانوا يتصدّقون بحشف [١] التمر وشراره ، فنهوا عنه».

(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌ) عن إنفاقكم ، وإنّما يأمركم به لانتفاعكم (حَمِيدٌ) مستحقّ للحمد ، أو محمود بقبوله وإثابته.

ثمّ حذّر سبحانه من الشيطان المانع من الصدقة ، فقال : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) بالإنفاق في وجوه البرّ ، وبإنفاق الجيّد من المال. والوعد في الأصل شائع في الخير والشرّ. (وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) ويغريكم على البخل ، ومنع الصدقات الواجبة ، إغراء الآمر للمأمور. والعرب تسمّي البخيل فاحشا. وقيل : العاصي.

(وَاللهُ يَعِدُكُمْ) في الإنفاق (مَغْفِرَةً مِنْهُ) لذنوبكم وكفّارة لها (وَفَضْلاً) وخلفا أفضل ممّا أنفقتم في الدنيا والآخرة (وَاللهُ واسِعٌ) أي : واسع الفضل لمن أنفق (عَلِيمٌ) بإنفاقه.

ثم وصف سبحانه نفسه بإعطاء الحكمة العلميّة والعمليّة ، المشتملة على الإنفاق على الوجه المرضيّ والطريق الحسن عقلا وشرعا ، لمن اقتضت حكمته ومصلحته ، فقال : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ) تحقيق العلم وإتقان العمل (مَنْ يَشاءُ) مفعول


[١] الحشف : أردأ التمر ، واليابس الفاسد منه.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست