responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 421

والمعنى : أنّ نفقات هؤلاء زاكية عند الله لا تضيع بحال ، وإن كانت تتفاوت باعتبار ما ينضمّ إليها من أحواله. أو يكون التمثيل لحالهم عند الله بالجنّة على الربوة ، ونفقتهم الكثيرة والقليلة بالوابل والطلّ ، وكما أن كلّ واحد من المطرين يضعّف أكل الجنّة ، فكذلك نفقتهم ـ كثيرة كانت أو قليلة ـ زاكية عند الله.

(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) تحذير عن الرئاء ، وترغيب في الإخلاص.

(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ) الهمزة فيه للإنكار (أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ) أي : بستان مملوء (مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) جعل الجنّة من النخيل والأعناب ، مع ما فيها من سائر الأشجار ، تغليبا لهما ، لشرفهما وكثرة منافعهما. ثمّ ذكر أنّ فيها من كلّ الثمرات ليدلّ على اشتمالها على سائر أنواع الأشجار. ويجوز أن يكون المراد بالثمرات المنافع.

(وَأَصابَهُ الْكِبَرُ) أي : كبر السنّ ، فإنّ الفاقة والعالة في الشيخوخة أصعب.

والواو للحال. ويجوز أن يكون للعطف ، حملا على المعنى ، فكأنّه قال : أيودّ أحدكم لو كانت له جنّة وأصابه الكبر (وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ) صغار لا قدرة لهم على الكسب (فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ) عطف على «أصابه» أو تكون باعتبار المعنى كما مرّ آنفا. والإعصار : الريح الّتي تستدير ثمّ تسطع من الأرض نحو السماء كالعمود.

والمعنى : تمثيل حال من يفعل الأفعال الحسنة ، ويضمّ إليها ما يحبطها ، كرئاء وإيذاء في الحسرة والأسف ، فإذا كان يوم القيامة واشتدّ حاجته إليها ووجدها محبطة ، بحال من كانت له جنّة من أبهج الجنان وأبهاها ، وفيها أنواع الثمار ، فبلغه الكبر وله أولاد ضعفاء والجنّة معاشهم ، فهلكت بالصاعقة.

(كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) أي : تتفكّرون فيها ، فتعتبرون بها.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست