responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 385

تعالى ، عقّبه بأنّ من جملة آياته المعتبرة ما أخبر به بقوله : «ألم تر» ، تقريرا لمن سمع بهذه القصّة لأهل الكتاب ، وتعجيبا من شأنها. ويجوز أن يخاطب به من لم ير ولم يسمع ، لأنّ هذا يجري مجرى المثل في معنى التعجيب.

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) يريد أهل داوردان [١] قرية قبل واسط ، وقع فيهم طاعون ، فخرجوا هاربين ، فأماتهم الله تعالى ، ثمّ أحياهم ليعتبروا ويعلموا أنّه لا مفرّ من حكم الله (وَهُمْ أُلُوفٌ) أي : ألوف كثيرة. قيل : عشرة آلاف. وقيل : ثلاثون. وقيل : سبعون. ومن بدع التفاسير معنى ألوف متألّفون ، جمع آلف أو إلف ، كقاعد وقعود ، والواو للحال (حَذَرَ الْمَوْتِ) مفعول له (فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا) أي : قال لهم الله : موتوا فماتوا ، كقوله : (كُنْ فَيَكُونُ) [٢]. والمعنى : أنّهم ماتوا ميتة رجل واحد من غير علّة بأمر الله ومشيئته. وقيل : ناداهم به ملك ، وإنّما أسند إلى الله تعالى تخويفا وتهويلا (ثُمَّ أَحْياهُمْ).

قيل : مرّ حزقيل بعد زمان طويل وقد عريت عظامهم وتفرّقت أوصالهم ، فلوى شدقه [٣] وأصابعه تعجّبا ممّا رأى ، فأوحي إليه : ناد فيهم أن قوموا بإذن الله ، فنادى ، فنظر إليهم قياما يقولون : سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إلا إلّا أنت.

وقيل : هم قوم من بني إسرائيل دعاهم ملكهم إلى الجهاد ، فخرجوا ثمّ جبنوا وكرهوا الموت ، فاعتلّوا وقالوا : إنّ الأرض الّتي نأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منها الوباء ، فأرسل الله عليهم الموت ، فلمّا رأوا أنّ الموت كثر فيهم خرجوا من ديارهم فرارا من الموت ، فلمّا رأى الملك ذلك قال : اللهم ربّ يعقوب وإله


[١] داوردان بفتح الواو وسكون الراء : من نواحي شرقي واسط بينهما فرسخ. انظر معجم البلدان ٢ : ٤٣٤.

[٢] البقرة : ١١٧.

[٣] الشّدق : جانب الفم.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست