على الله من داخلهم بإصلاح وإفساد ، فيجازيه على حسب قصد مداخلته. فهذا وعد
ووعيد لمن خالطهم للإصلاح أو الإفساد.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ
لَأَعْنَتَكُمْ) لحملكم على العنت ، وهو المشقّة ، وضيّق عليكم في أمر
اليتامى ومخالطتهم ، ولم يجوّز لكم مداخلتهم (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) غالب يقدر على الإعنات (حَكِيمٌ) يفعل ما توجبه الحكمة وتتّسع له الطاقة.
ثمّ بيّن حكما
آخر من أحكام الشريعة فقال : (وَلا تَنْكِحُوا
الْمُشْرِكاتِ) نزلت في مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، بعثه رسول الله إلى
مكّة ليخرج منها ناسا من المسلمين ، وكان قويّا شجاعا ، فدعته امرأة يقال لها عناق
إلى نفسها فأبى ، وكان يهواها ، فقالت : ألا نخلو؟ فقال : إنّ الإسلام حال بيننا ،
فقالت : هل لك أن تتزوّج بي؟ فقال : حتى أستأذن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا رجع استأذن في التزوّج بها ، فنزلت. ومعناه :
ولا تتزوّجوا النساء الكافرات (حَتَّى يُؤْمِنَ) يصدّقن بالله ورسوله.
وهي عامّة
عندنا في تحريم مناكحة جميع الكفّار أهل الكتاب وغيرهم ، فإنّ أهل الكتاب مشركون ،
لقوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ
عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) إلى قوله سبحانه : (عَمَّا يُشْرِكُونَ)[١] ، ولقول النصارى