ثمّ أعاد الله
سبحانه الكلام إلى فرض الحجّ والعمرة على العباد بعد بيانه فريضة الجهاد ، فقال : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ائتوا بهما تامّين كاملين مستجمعي مناسكهما بشرائطهما
وأركانهما لوجه الله خالصا ، وأقيموهما إلى آخر ما فيهما. وظاهر الأمر يقتضى
الوجوب ، فدلّ الأمر بإتمامهما على أنّ العمرة واجبة مثل الحجّ ، كما هو مذهبنا ،
ومرويّ عن أمير المؤمنين عليهالسلام وعليّ بن الحسين عليهالسلام وسعيد بن جبير ومسروق والسدّي ، وبه قال الشافعي في
الجديد. وقال أهل العراق : إنها مسنونة. وهذا خلاف الظاهر ، وخلاف ما روي عن
الأئمّة المعصومين صلوات الله