responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 318

ونصلحها ، فنزلت. أو بالإمساك وحبّ المال ، فإنّه يؤدّي إلى الهلاك المؤبّد ، ولذلك سمّي البخل هلاكا ، وهو في الأصل انتهاء الشيء في الفساد.

والإلقاء طرح الشيء. وعدّي بـ «إلى» لتضمّن معنى الانتهاء. وقيل : الباء مزيدة. والمراد بالأيدي الأنفس. والتهلكة والهلاك والهلك واحد ، فهي مصدر ، ومثله التضرّة والتسرّة ، أي : لا توقعوا أنفسكم في الهلاك. وقيل : معناه : لا تجعلوها آخذة بأيديكم ، أو لا تلقوا بأيديكم أنفسكم إليها ، فحذف المفعول.

(وَأَحْسِنُوا) أعمالكم وأخلاقكم ، أو تفضّلوا على المحاويج بالاقتصاد (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) في الأعمال والأخلاق ، أو المقتصدين في الإنفاق.

وفي الآية دلالة على تحريم الإقدام على ما يخاف منه على النفس ، وعلى جواز ترك الأمر بالمعروف عند الخوف ، لأنّ في ذلك إلقاء النفس إلى التهلكة.

وفيها دلالة على جواز الصلح مع الكفّار والبغاة إذا خاف الإمام على نفسه أو على المسلمين ، كما فعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عام الحديبية ، وفعله أمير المؤمنين عليه‌السلام بصفّين ، وفعله الحسن عليه‌السلام مع معاوية من المصالحة لمّا تشتّت أمره وخاف على نفسه وشيعته.

فإن عورضنا بأنّ الحسين عليه‌السلام قاتل وحده؟

فالجواب أنّ فعله عليه‌السلام يحتمل وجهين :

أحدهما : أنّه ظنّ أنّهم لا يقتلونه ، لمكانه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

والآخر : أنّه غلب على ظنّه أنّه لو ترك قتالهم قتله الملعون ابن زياد صبرا ، كما فعل بابن عمّه مسلّم ، فكان القتل مع عزّ النفس والجهاد أهون عليه.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست