إثما ، كشهادة الزور واليمين الكاذبة ، أو ملتبسين بالإثم أو بالصلح (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنكم مبطلون ظالمون في الدعوى وفي أخذ الأموال ، فإنّ
ارتكاب المعصية مع العلم بها أقبح.
روي : «أنّ
عبدان الحضرمي ادّعى على امرئ القيس الكندي قطعة أرض ، ولم يكن له بيّنة ، فحكم
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن يحلف امرئ القيس فهمّ به ، فقرأ عليهالسلام :
(إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً)[١] فارتدع عن اليمين وسلّم الأرض إلى عبدان ، فنزلت هذه
الآية».
وروي أنّ النبيّ
صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لخصمين اختصما عنده : إنّما أنا بشر مثلكم ، فلعلّ
بعضكم ألحن [٢] بحجّته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع منه ، فمن
قضيت له بشيء من حقّ أخيه فلا يأخذنّ منه شيئا ، فإن ما أقضي له قطعة من النار.
فبكيا فقال كلّ واحد منهما : حقّي لصاحبي ، فقال : اذهبا فتوخّيا [٣] ، ثمّ استهما
، ثمّ ليحلّل كلّ واحد منكما صاحبه».