responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 298

وفيه توكيد للحكم ، وترغيب في الفعل ، وتطييب على النفس.

والصوم في اللغة الإمساك عمّا تنازع إليه النفس. وفي الشرع الإمساك عن المفطرات المعلومة شرعا ، فإنّها معظم ما تشتهيه الأنفس.

(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) المعاصي ، فإنّ الصوم يكسر الشهوة الّتي هي مبدأها ، والصائم أردع لنفسه عن مواقعة السوء. عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «خصاء أمّتي الصوم». وعنه عليه‌السلام : «من لم يستطع الباه فليصم ، فإنّ الصوم له وجاء» [١]. أو تتّقون بالمحافظة عليها وتعظيمها [٢] بعدم الإخلال بأدائه ، لأصالته وقدمه. وتخصيص المؤمنين بالخطاب لقبولهم لذلك ، ولأنّ العبادة لا تصحّ إلّا منهم ، ووجوبه عليهم لا ينافي وجوبه على غيرهم.

(أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) مؤقّتات بعدد معلوم أو قلائل ، فإنّ القليل من المال يعدّ عدّا ، كقوله : (دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) [٣] ، والكثير يهال [٤] هيلا. ونصبها ليس بالصيام ، لوقوع الفصل بينهما ، بل بإضمار «صوموا» لدلالة الصيام عليه. والمراد بها رمضان ، أو ما وجب صومه قبل وجوبه ونسخ به ، وهو عاشوراء ، أو ثلاثة أيّام من كلّ شهر ، كما قال قتادة. أو بـ «كما كتب» على الظرفيّة ، أو على أنّه مفعول ثان لـ «كتب عليكم» على السعة.

وقيل : معناه : صومكم كصومهم في عدد الأيّام ، كما روي أنّ رمضان كتب على النصارى ، فوقع في برد أو حرّ شديد ، فحوّلوه إلى الربيع ، وزادوا عليه عشرين


[١] الباه : النكاح والجماع. والوجء : أن ترضّ أنثيا الفحل ـ أي : تدقّ وتكسر ـ رضّا شديدا يذهب شهوة الجماع. ومعنى الحديث : أن من لم يستطع التزويج فعليه بالصوم ، فإنه سبب كسر الشهوة. وقريب منه الحديث الأوّل.

[٢] أي : بالمحافظة على عبادة الصوم وتعظيمها ، ومرجع الضمير يعلم بقرينة المقام.

[٣] يوسف : ٢٠.

[٤] يهال أي : يصبّ.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست