يقدر على ما يقدر عليه الآخر. فإن توافقت إرادتهما فالفعل إن كان لهما لزم
اجتماع مؤثّرين على أثر واحد ، وإن كان لأحدهما لزم ترجيح الفاعل بلا مرجّح ، وعجز
الآخر المنافي لإلهيّته ، وإن اختلفت لزم التمانع والتطارد ، كما أشار إليه بقوله
: (لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا)[١]. وفي الآية تنبيه على شرف علم الكلام وأهله ، وحثّ على
البحث والنظر فيه» [٢]. ولهذا قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ويل لمن قرأ هذه الآية فمجّ بها» أي : لم يتفكّر
فيها.
وبعد بيان
التوحيد بالأدلّة الواضحة ذكر حال الكفرة المصرّين على الكفر والعناد ، الّذين
يتّخذون آلهة أخرى من الجمادات ، فقال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً) أمثالا من الأصنام الّتي يعبدونها. وقيل : من الرؤساء
الّذين كانوا