responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 257

فوضع العلم موضع التمييز المسبّب عنه. وهو الأصحّ ، لأنّه واضح خال عن التعسّف.

والعلم إمّا بمعنى المعرفة ، أو معلّق عن العمل ، لما في «من» من معنى الاستفهام ، أو مفعوله الثاني «ممّن ينقلب» ، أي : لنعلم من يتّبع الرسول متميّزا ممّن ينقلب.

(وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) «إن» هي المخفّفة من الثقيلة ، و «اللّام» هي الفارقة بينها وبين الناصبة. وعند الكوفيّين هي النافية ، واللّام بمعنى إلّا. وهذا مستبعد. والضمير في «كانت» لما دلّ عليه قوله : (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها) من الجعلة ، أو التولية ، أو الردّة ، أو التحويلة ، أو القبلة. والمعنى : وقد كانت هذه الجعلة لثقيلة شاقّة ، أو ما كانت إلّا ثقيلة على الناس (إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) إلى حكمة الأحكام ، وهم الثابتون على الايمان والاتّباع لرسول الله. وفي الكشّاف : «يحكى عن الحجّاج أنّه قال للحسن : ما رأيك في أبي تراب؟ فقرأ قوله : (إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) قال : وعليّ منهم ، وهو ابن عمّ رسول الله ، وختنه على ابنته ، وأقرب النّاس إليه ، وأحبّهم» [١].

(وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) أي : ثباتكم على الإيمان. وقيل : إيمانكم بالقبلة المنسوخة ، بل شكر صنيعكم ، وأعدّ لكم الثواب الجزيل. وقيل : معناه من صلّى إلى بيت المقدس قبل التحويل فصلاته غير ضائعة ، لما روي عن ابن عبّاس أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا وجّه إلى الكعبة قالوا : كيف بمن مات يا رسول الله قبل التحويل من إخواننا؟ فنزلت : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) أي : صلاتكم إلى بيت المقدس.

(إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) فلا يضيع أجورهم ، ولا يدع صلاحهم. وتقديم الرؤوف مع أنّه أبلغ من الرحيم محافظة على الفواصل.


[١] الكشّاف ١ : ٢٠١.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست